تدريب الوحوش- ج2

تناولنا في الجزء الاول اثنين من اسرار تدريب الوحوش. وهم ازالة الخوف من العلاقة بينك وبين المتدرب، واشباع المتدرب اولاً. واوضح لنا بعض اشهر مدربي الوحوش كيف أن بناء  الثقة و الود والمحبة "الحقيقية" مع المتدرب هي السر الأول والمفتاح الحقيقي لهذه العلاقة. وسنتناول هنا كيفية استخدام المكافئات والعقاب الذكي.

3- نوع المكافآت
مدرب حيتان: في البداية كنت أعتمد على مكافئة الحوت بالطعام. ثم لاحظت أن الحوت لم يكن يفعل الايجابيات الا عندما يكون جائعاً. فقررت تنويع المكافآت. حيث استخدمت انواع مختلفة من الاسماك ذات نكهات مختلفة. فأصبح الحوت يعلم أنه اذا تمكن من اداء حركة صعبة سيحصل علة سمكة لذيذة الطعم، أما اذا أدى حركة بسيطة فانه سيحصل على سمكة صغيرة وذات طعم عادي. هذا بالاضافة للمكافآت المعنوية.فالحوت يحب من يربت على رأسه وجسده. والحوت الذي يجتهد يعلم اني سأربت على رأسه كثيرا. أما الذي لا يجتهد فغالبا ما يشعر بالالم عندما يتجه نحوي وأتجاهله فيبتعد عني وهو حزين، ولكنه يحاول لفت نظري ببذل مزيد من الجهد في المرات القادمة لكي اربت على ظهره مثل زميله المجتهد.

4- العقاب الذكي (بشرط وطريقة)
و السؤال الذي غالبا ما يدور في عقل مدربي البشر الان هو: نعم ولكن متى يستخدم العقاب؟ وهذا (بحسب الخبراء) أحد اسباب الفشل في تدريب البشر إذ أن الكثيرين ينشغلون بتعقب ورصد الاخطاء، والبحث عن وسائل العقاب عليها اكثر بكثير من محاولة رصد الامور الجيدة والبحث عن وسائل وأفكار لمكافئتها.

وهناك بالطبع أحيان لابد فيها من العقاب ولكن بشرط "أن لا يخِل هذا العقاب بثقة الوحوش في المدرب" فهذه الثقة هي أغلى ما تملك لدى المتدرب. كما ان المدرب المحترف هو الذي لا يستخدم السلاح او العقاب وانما يكتفي بالتلويح به فقط. فكما قلنا سابقاً يمكنك أن تقيس نجاح أو فشل أي مدرب من خلال استخدامه للعصا أثناء التدريب أو العرض فكلما زاد استخدامه للعصا كلما قلت كفائته في التدريب.

والسؤال الان: ماذا يفعل تحديداً مدربي الوحوش عندما يواجهون الأخطاء والانحرفات؟
يجب المدربين: نقوم
 - قياس درجة فداحة الخطأ
فإذا كان الخطأ بسيطا ويمكن قبوله فإن أفضل حل هو تجاهل الخطأ برمته، وعدم التعليق عليه. فهذا يفيد كثيرا في تعزيز الثقة. فالثقة تتطلب قدرا من التسامح وقبول الأخطاء.

- ثم قياس درجة التعمد من صاحب الخطأ
فإذا كانت درجة تعمده بسيطة فيجب تجاهله أيضاً
ويقول مدربي الوحوش أن المشكلة الأساسية لدى مدربين البشر هو أن تركيزهم منصب على الأخطاء فيتجاهلون لا اراديا السلوكيات الايجابية، فإحساسهم بالانفعال والضيق يسبق تفكيرهم. فسرعام ما يدمرون الثقة بينهم وبين متدربيهم، ويدمرون معها كل شيء اخر. وليس للمدرب الناجح وقت للتركيز على السلبيات فالتجربة العملية تثبت انك عندما تركز على شيء وترصد الجوائز والمكافئات لمن ينفذه، فإن الكل يتسابقون للوصول اليه فلا يعود هناك وقت للتركيز على الاخطاء.

- بالنسبة للأخطاء الفادحة، والمتعمده
إن الهدف من "تعمد ارتكاب الخطأ" من الانسان أو الحيوان غالبا ما يكون بهدف الاعتراض والاحتجاج على نظام العمل، أو بهدف الاعتراض على سلطة المدير. والمكافأة تلغي الهدفين.فمكافأة الاعمال الايجابية تزيد مصداقية نظام العمل، وتلغي أسباب التمرد فتحل محلها مشاعر الامتنان والاعتراف بالجميل. إن السر يكمن في التحويل. اي "تحويل الطاقة التي تنتج سلبيات الى طاقة تنتج ايجابيات". وذلك بأن نجذب انتباه المتدرب على الدوام نحو المكافات التي يتوقع الحصول عليها اذا اتى بالفعل الايجابي الذي نلوح به.

إعتراض: نعم ولكن يوجد نوعية من الاشخاص..مخربون وخطاؤن بطبيعتهم..وهم لايستمتعون بأي مكافأة غير رؤية الخطأ والتخريب.
و يقول خبراء تدريب الحيتان: نعم نتفق انه يوجد بشر ووحوش من هذا النوع. ولكن يجب ان نتفق أيضاً ان هؤلاء قلة. ولا يجب أن نأخذ الأغلبية بخطأ القلة. فهذا ضد المنطق.

والان فكر ..
ما عدد وانواع المكافئات لديك ؟
الى أي مدى تبحث عن الايجابيات وتمدحها وتكافئ موظفيك بانتظام (ماديا ومعنويا)؟ (اعط درجة من 10)
في جميع الاحوال قد تحتاج لمراجعة وتنويع وسائل التحفيز لديك؟ أو زيادة معدل استخدامها؟ قرر الان ما انت في احتياج وضعه في جدول أعمالك خلال هذا الاسبوع.

كتب: بيتر عوض
المصادر :
- تدريب الحيتان والانسان (قوة التعزيز الايجابي للسلوكيات والعلاقات)- كين بلانشارد
- أحاديث مدربي الأسود (الشرق الاوسط-سبتمبر2003 / الجمهورية اون لاين / مصراوي أغسطس 2009 / أخبار النجوم- سبتمر2001)
أهلاً وسهلاً بك في كتابات النجاح.
لتحصل على كل جديد أولاً بأول.. ننصحك بالإشتراك في خدمة الخلاصات .